*وقْعُ الشتيمة وحال البهيمة *
أهستر ضحكًا، بصوت مبحوح أليم أثناء كتابتي هذه الكلمات فالمسبة nowadays تحسسك ((بانك ما تسوى بيزة )) أيًا كان دورك ، و دافعي هنا هو دافع ذاتي عميق جدًا و قد لا ينم (الشتم) عن كثرة الأعداء بل قد يكون بسبب كثرة الأصدقاء مختلفي البيئات أو كثرة الإحتكاك بالساحة! و دافعي أيضًا هو خوفًا على نفسي من أن أعتاد على تلك الكلمات أو حتى على سماعها المؤدي لترديدها و غزوها للعقل الباطن!


إن لم تكن ملعونًا فبهيمة و إن لم تكن أحدهما فشيء ما يقبع في الخلاء ! و مشتقاته (^مكرّمين!)، و إن لم يكن كالسابق فالطعن بعرضك و عرض ذريتك! ووالدتك ووالدك و أختك وهلم جر مما تحويه لستة الشتائم التي تزداد في كل يوم كلمات ....... إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)....يا جماعة " خافوا الله فينا "

* المسلمون و علم الترجمة *
أمة المسلمين التي لطالما نتفاخر بها منًّ الله عليها بأسمى لغات العالم " لغة القرآن " و هي معجزة من معجزات إسلامنا فالأولى أن استغلالها استغلالاً طيبًا .... ناهيك عن براعة المسلمون في علم المعاجم اللغوية و الترجمة، وتصنيف المعاني، و تبويبها في معاجم جمّة مثل(مختار الصحاح/لسان العرب/المعجم الوسيط/تاج العروس)، و كل ذلك كدليل قاطع بازدهار لغتنا بمصطلحات راقية و بلاغة زاهية إذ ينقسم علم البلاغة لـ فروع ثلاثة (علم البديع و البيان و المعاني) فاختر أنـّى شئت و تلاعب بكلماتها و أمثلتها بالتشبيهات المجازية و الأساليب الأدبية البليغة فهي أجدر أن تستبدل بها ألسنتنا و (ألبابنا) !
يقول الإمام الغزالي: لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه.

*أسباب المسبة: اضحك معي .. و انصت لي*
(العـداوة): و هو أمر بديهي جدًا، ولا مجال للإسهاب.
# دع المسيء لإساءته فإن إساءته تكفيه.
(الميانـة): أي سقوط الكلفة بين الطرفين و زيادة مساحة الحرية.
# يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم )).
(الاستهزاء/المزاح) : للضحك لا أكثر كنوع من أنواع التفكه بالكلام.
# يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليقول الكلمة لا يقولها إلا ليضحك بها المجلس يهوى به أبعد ما بين السماء والأرض، وإن المرء ليزل عن لسانه أشد مما يزل عن قدميه.
(الجاذبية): كنوع من أنواع لفت النظر في الإغراء (( أرجو أن تفهموها)) !
# صلاح أمرك للأخلاق مرجعه *** فقوم النفس بالأخلاق تستقم- أحمد شوقي.
(الشياكة): كنوع من أنواع المعاصرة !
# ليكن وجهك بسامًا وكلامك لينًا تكن أحب الناس ممن يعطيهم الذهب و الفضة- (قول أمريكي) <-- الشياكة أمريكية أيضًا !
(التقليـد): بقصد أو بغير قصد بسبب كثرة ملازمة أهل السباب !
# من أطاع لسانه خسر خلانه.
* واقع المجاهرة بالمعصية *
بعد أن خرست الفئة الصامتة في مجتمعاتنا، و ألهثت أهواءها وراء أي شيء و كل شيء يعرض، تجرأ الشعراء و المغنيين في دندنة كلماتهم و أطربت الجمهور بها كحال ((لااابوووو الحب ..لابوو جده !)) و ((يخرب بيتك شو حبيّتك !)) و ((لعنبو ذا الرمش !))... و كأني أرى الجاهلية تتكرر في ثياب تتغير، الذنب في الغناء عري و رقص "هالمرة" شتيمة بعد !!
*مــاذا بعد المسبــّــة ؟! *
--> هل أشغلتنا المسبة عن المحبة أم أن المسبة بالمحبـة، تأملوا معي قد " يكتب لي القذف " بكلمة لم ألقي لها بالاً.
قد " أكتب عند الله ظالم " بكلمة في غير موضعها، و قد يدعو علي مظلوم.
--> قد يفوتني خير كثير بسبب غشاوة عيني و دناءة لساني كالاستيقاظ للفجر أو " نيل العلم " أو قراءة كتاب، فلا يبارك الله لي بعلمي أو وقتي أو حتى بعلاقاتي بسبب شتائم كتبت " ضدّي " في كتابي ! ( ما ينطق من قول إلا لديه رقيب عتيد ).
--> سنن الإسلام التدرج، سنن الحياة التدرج، فتدرّج بلسانك حتى يرقـى بك، و حين يرقى بك يعليك.. فلنطلق ألسنتنا في أراضي الحياة الفسيحة بعيدًا عن حكرها في حديقة الحيوانات، و الخلاء، و قضايا القذف!
والله إنه لـ(عيبٌ) أن يقول لكَ شخص أمام نفسك و الملأ : عيب !
(تم تنقيح الموضوع من قبل الرقابة) تهه !